منوعات تاريخية

تَمَامُ النِعَمِ الإِلهِية

أَسْرَارُ الخُطْبَة الفَدَكيَة

 

 

تَمَامُ النِعَمِ الإِلهِية

 

قالت(ع) (وَتَمَامِ مِنَنٍ أَوْلاهَا، جَمَّ عَنْ الإِحْصَاءِ عَدَدُهَا، وَنَأَىْ عَنْ الْجَزَاءِ أَمَدُهَا، وَتَفَاْوَتَ عَنْ الإِدْرَاكِ أَبَدُهَا)

تبين لنا الزهراء(ع) بهذه الفقرات حجم النعم والمنن الإلهية التي يجم عن الإحصاء عددها، أي أنها لا تعد ولا تحصى، وكذلك (وَنَأَىْ عَنْ الْجَزَاءِ أَمَدُهَا) أي أن جزاء تلك النعم بعيد عنا لا نستطيع رد الجميل، والنأي هو البُعد، وقد ذكرنا هذا الأمر قبل قليل.

(وَتَفَاْوَتَ عَنْ الإِدْرَاكِ أَبَدُهَا) وهذه الفقرة تقريباً تحمل نفس المعنى الموجود في الفقرة السابقة، وهذا ما يجب أن يعرفه كل الذين يظنون بأنهم يؤدون شكر الله وحقه، فإنهم بهذا الشكر لا يدفعون ثمن النعم التي لا ثمن لها لعظم ثمنها وقصور الإنسان عن تسديده، والشكر سواء كان لفظاً أو عملاً ليس ثمناً للنعم، فما هو سوى ملاطفة ومجاملة يحبها الله عز وجل، ويحب أن يسمعها من قلب الإنسان وسلوكه، وليس من لسانه فقط، لأن الشكر ينبئ عن جوهرٍ كريم ونفس زكية ليس أكثر.

والشكر الذي يحبه الله تعالى هو المصاحب للعمل الصالح، فلا يكون الشكر مقبولاً إلا إذا كان صاحبه ملتزماً بأوامر الله ونواهيه، ومن هنا نقول لمن يريد أن يشكر ربه إذا أردت أن تشكر ربك حقاً وصدقاً فاعبده حق عبادته.

الله تعالى يحب الشاكرين ، وكثير من الكفار والعاصين يقولون بألسنتهم (الشكر لله) فهل أن الله يحبهم أو يرضى عنهم؟ بالطبع لا، لأنهم ليسوا شاكرين في الواقع،وقد عرفنا أنّ للشكر أسساً كثيرة، أهمها أن تكون أيها الإنسان شاكراً بقلبك وفعلك وجميع توجهاتك وأحاسيسك.

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى